التنمر في تعليقات فيسبوك
في إحدى ليالي الشتاء الباردة، جلس عنان يحتسي الشاي الساخن قرب موقد الحطب، متصفحاً موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وبينما كان يتصفح الأخبار لفت نظره منشوراً على إحدى الصفحات العامة يهاجم عمل المرأة خارج بيتها، ومما أثار غضبه التعليقات المسيئة للمرأة، وتأييد الكثير لهذا المنشور. فقام بالتعليق على المنشور برأي يدعم المرأة وعملها. وبعد لحظات قليلة انهالت عليه التعليقات المسيئة التي وصلت إلى حد الاستهزاء به والسباب عليه، فأخذ يرد على كل تعليق مبدياً رأيه بالموضوع، محاولاً إقناع الطرف الآخر بوجهة نظره، إلا أن التنمر قد ازداد عليه.
لم يستطع عنان تحمل تلك التعليقات المسيئة التي أثرت في نفسه، فقام على الفور بإغلاق هاتفه، واستلقى على سريره ملتحفاً بغطائه الثقيل، وهو يفكر بكمية التنمر التي تعرض لها.
عند بزوغ شمس يوم جديد، استيقظ من نومه، وقام بتشغيل هاتفه، ليتفاجأ بكم هائل من الرسائل الالكترونية المرسلة إليه والتي تحوي الكثير من الكلمات البذيئة والسباب والتنمر عليه.
شعر عنان بالإهانة، وقرر أن يخبر والده الذي يعمل معلم تكنولوجيا في إحدى المدارس الحكومية بما حدث معه، نهض من سريره وخرج من غرفته، ألقى التحية على والديه، ثم جلس معهما يتناول طعام الفطور.
بعد الانتهاء من الطعام، وقبل أن يخرج الوالد إلى عمله، أخبره عنان بما حصل معه. نصحه والده بأن يقوم بحظر كل الأسماء التي قامت بالتنمر عليه، واتفق معه بعد الانتهاء من عمله أن يذهبا إلى الشرطة؛ لتقديم شكوى بحق أولئك المتنمرين.
بعد خروج الأب من البيت، أمسك عنان هاتفه، وقام بحظر جميع الحسابات التي قامت بالتنمر عليه، ثم ودّع أمه، وخرج من البيت، ذاهباً إلى جامعته.
عند الساعة الثانية بعد الظهر التقى عنان بأبيه أمام مركز الشرطة، وبالفعل قاما بتقديم شكوى بتلك الجريمة الالكترونية، وعلى الفور قامت الشرطة بمتابعة الأمر، ولكن بعد الفحص توصلت إلى ان الحسابات التي كانت تقوم بعملية التنمر حسابات وهمية، لذا لم تستطع الشرطة تحديد هوية المعتدين، وبالتالي مساعدة عنان ووالده.
وبعد عودة عنان ووالده إلى البيت، وبينما كانت الأم تعد طعام الغداء، جلس الأب مع ابنه، وقاما بتحديث إعدادات الخصوصية على موقع الفيسبوك، بحيث لا يستطيع أحد التواصل معه أو رؤية محتواه إلا من قبل الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء؛ حتى لا تتكرر مثل هذه الحادثة، كما و نصح الزوج زوجته بتحديث إعدادات الخصوصية أيضا على حسابها في الفيسبوك، حتى لا تتعرض لأية مشكلة الكترونية في المستقبل كما حصل مع ابنها.