أحمد و البرامج المقرصنة
كان أحمد وهو طالب جامعي في السنة الأخيرة يجهز لمشروعه التخرج في الجامعة، والمشترك فيه مع مجموعة من زملائه؛ وكان ذلك المشروع عبارة عن تصميم مجلة دعائية، أمضوا فصل الصيف كله في العمل على المشروع.
في إحدى الأيام احتاج في مشروعه إلى تثبيت برنامج للتصميم الجرافيكي؛ لعمل بعض التصميمات الخاصة. وبينما كان يبحث مع زملائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن رابط تحميل مباشرة لنسخة مقرصنة، قام أحد أعضاء مجموعة ما على الفيس بوك بإعطائه رابط تحميل مباشر للبرنامج، حيث بدأ أحمد على الفور بتحميل البرنامج على جهاز الحاسوب الخاص به.
وفي اليوم التالي لاحظ أحمد أنه لم يغد قادراً على الوصول الى ملفاته، تساءل عن سبب ذلك، وحاول عدة مرات، لكن محاولاته باءت بالفشل، فأسرع إلى الاتصال بصديق له مختص بهذه الأمور، وبعد الحديث المطول معه، توصل إلى نتيجة مفادها أن البرنامج الذي قام بتثبيته على الجهاز هو أحد برامج الفدية التي تقوم بتشفير الملفات، وبالتالي لم يعد باستطاعته استرجاعها أو فك التشفير عنها. نصحه زميله بضرورة إبلاغ قسم الجرائم الالكترونية. شعر أحمد بالاستياء؛ لأن معلوماته التي فقدها ضرورية جدا، وبدونها لا يستطيع أن يكمل مشروع التخرج.
وفي صباح اليوم التالي، توجه أحمد إلى قسم الجرائم الالكترونية، وقام بالتبليغ، وأخبروه بأنهم سيتابعون ملف القضية ويباشرون بالتحقيق.
عاد أحمد إلى البيت و ذهنه مشغول بما حدث آملاً أن يتمكن من استرجاع ملفاته لتسليم مشروعه في الوقت المحدد. و في ذلك الوقت ، تذكر أنه قام بحفظ نسخة من ملفاته على جهاز زميله في المشروع (رامي) عندما كان جهازه الخاصة في الصيانة. و بالفعل ، سارع بالاتصال بزميله للتأكد من أن ملفاته لا تزال مخزنة على جهازه و الذي بدوه قام بطمأنته بأن الملفات لا تزال موجودة لديه.
بعد مرور أسبوع، تلقى أحمد مكالمة من قسم الجرائم الالكترونية يخبروه فيها بأنهم استطاعوا الوصول إلى صاحب الحساب الذي قدم الرابط لأحمد في البداية، وقد ألقوا القبض عليه، وبعد مواجهته بالأدلة اعترف بالتهم المنسوبة إليه، حيث أنه يعمل مع شبكة قراصنة حول العالم، إذ تقوم هذه الشبكة بتشفير أجهزة المستخدمين؛ للحصول على مكسب مالي غير مشروع.
اجتمع احمد مع زملائه ليتناقشوا بما حدث و نصحهم بضرورة عمل نسخ احتياطية دورية لملفاتهم، وعدم تحميل أي ملف من مصادر مجهولة، بالإضافة إلى ضرورة تثبيت مضادات الفيروسات وتحديثها.