مايا و الغيرة
مايا طالبة مدرسة في الصف العاشر مجتهدة ومحبوبة بين صديقاتها سوى صديقتها بتول التي كانت تشعر بالغيرة منها دائماً، فكلما تثني المعلمة على اجتهاد مايا، وكلما تحدثت الطالبات عن مايا ولطافتها، كانت بتول تشتعل نار الغيرة بداخلها.
في أحد الأيام، قامت مايا بتغيير صورتها الشخصية على فيسبوك ، قررت بتول حينها الانتقام من مايا، فقامت بعمل حساب جديد على الفيسبوك باسم مايا، واستخدمت صورتها الشخصية كغلاف للحساب، وبدأت بمراسلة بعض الشباب، والتحدث معهم بطريقة خادشة للحياء.
ذات يوم، وبينما كانت عبير (إحدى صديقات مايا) تدرس ، سألها أخوها عما إذا كانت تعرف فتاة اسمها مايا تحسين، وأطلعها على حسابها، فقالت له: نعم أعرفها، إنها صديقتي، ولكن هذا ليس حسابها. فسألها أخوها عن أخلاق صديقتها؟ فقالت له: بأنها مؤدبة جداً. فشك الأخ بأن أحداً قد انتحل شخصيتها وزوّر حسابها، وقال في نفسه: يجب أن تنبّه صديقتها بذلك، سألته عبير عن سبب سؤاله عن صديقتها مايا، فأخبرها بأن صاحبة هذا الحساب تتحدث مع صديقه رأفت بأمور خادشة للحياء. فقالت له: غدا سأتأكد ما إذا كانت هي صاحبة الحساب أم لا.
وبعد انتهاء الدوام في اليوم التالي، وفي طريقهما إلى البيت، سألت عبير مايا عن هذا الحساب، وأطلعتها عليه، تفاجأت مايا، ونفت بأن يكون لها أي صلة به. حينها أخبرتها عبير بأن صاحبة هذا الحساب تتحدث مع شباب دون أي شعور بالخجل، عرفت مايا حينها بأن أحداً قد انتحل شخصيتها.
عندما وصلت مايا إلى البيت، أخبرت أخاها عمر بما حدث، فطمأنها، وقال لها: لا داعي للقلق، سأذهب إلى الجهات المختصة لأقدم شكوى. لكن قبل الذهاب علينا أن نتأكد من ذلك، حتى يكون الدليل بين أيدينا. اتفق مع أخته بعمل حساب مزور باسم شاب آخر، كي يطلب الصداقة منها، ليرى كيف ستتحدث معه. وبالفعل قام بذلك، وسرعان ما وافقت صاحبة الحساب المزور على طلب الصداقة، وبادرت بالكلام الجريء معه.
وبعد أن أنهى الحديث معها، سارع إلى الجهات المختصة لتقديم شكوى، وبعد المتابعة والتحري تم الوصول إلى الفتاة المنتحلة لشخصية مايا. إذ حصلت المفاجأة حين عرفت مايا بأن صديقتها بتول هي صاحبة هذا الحساب، وعندما سُئِلت عن سبب إقدامها على هذا العمل، ردت بتول بأن الغيرة من صديقتها هي التي دفعتها إلى تشويه سمعتها.
ومع ذلك، قام والد مايا بالتنازل عن الحق الشخصي لابنته، بحكم أن بتول فتاة قاصر، وبعد اعتذار والد بتول لعائلة مايا، تعهّد لهم بعدم تكرار هذه الحادثة مرة أخرى.
شعرت بتول بالخجل عندما انتشر هذا الخبر بين صديقاتها، وعرفن كمية الغيرة التي كانت تكمنها بداخلها تجاه مايا.
جلست العائلة مع مايا في جو من المحبة، قال لها أخوها عمر: أعرف أن ما حدث معك ليس لك أي علاقة به، ولكن أنصحك بأن تنتبهي أكثر في المرات القادمة، وألا تنشري صوراً شخصية لك. قالت مايا: معك حق، الحمدلله، لقد مرت هذه الحادثة بسلام.