الاحتيال عن طريق ببجي
في إحدى المدن الفلسطينية، كان هناك شاب صغير يدعى بشّار في الصف العاشر، وهو في الخامس عشر من عمره، طالب مجتهد وطموح و يحب الدراسة.
اعتاد بشار أن يجلس مع عائلته قليلاً عندما يعود الى المنزل بعد انتهاء الدوام ، ويتناول معها طعام الغداء، ثم يذهب إلى غرفته، ويجلس على مكتبه يقرأ ويراجع ما تعلمه في المدرسة. بعد الانتهاء من الدراسة، يفتح جهازه الحاسوب، ويبدأ باللعب بلعبته المفضلة “لعبة الببجي” مع أصدقائه وأصدقاء آخرين تعرف عليهم عن طريق اللعبة، يلعب فترة طويلة باستمتاع كبير، دون أن يشعر بالوقت.
في صباح يوم الجمعة، استيقظ بشار مبكراً؛ كي يستطيع أن يلعب باللعبة أطول فترة ممكنة، لكن هذه المرة لم يلعب مع أصدقائه الذين اعتاد أن يلعب معهم. بدأ بشار باللعب مع فريق عشوائي، واستمر باللعب معه أكثر من ساعتين، من بين هذا الفريق كان شاب يدعى خليل، أخذ يراسل بشار على الرسائل على الفيس بوك.
خليل: مرحبا بشار، كيف حالك؟
بشار: أهلا بك خليل، الحمدلله بخير.
خليل: أنا سعيد جداً للتعرف عليك واللعب معك، وسأكون سعيداً أكثر إذا أصبحنا أصدقاء.
بشار: أتشرف بذلك عزيزي، شكراً لك.
خليل: أنا لاعب قديم بلعبة الببجي، ولديّ خبرة كبيرة بها.
بشار: رائع، أنا لست مثلك، فلي حوالي خمسة أشهر ألعبها فقط.
خليل: إذا أردت المساعدة أو الاستفسار عن أي شيء باللعبة فأنا مستعد، ما رأيك بأن أقدم لك عرضا مغرياً بما أننا أصبحنا أصدقاء؟
بشار: ما هو العرض يا صديقي؟
خليل: ما رأيك بأن أشتري لك بطاقات ببجي مجاناً ؟
بشار: مجاناً!! كيف؟
خليل: ما عليك سوى أن ترسل لي حسابك على الفيس بوك وكلمة السر الخاصة بك كي أستطيع أن أشحن لك البطاقات.
بشار: حسنا، سأرسله لك حالاً.
وبالفعل قام بشار بتزويد خليل بحسابه وكلمة السر الخاصة به، وأثناء مراسلته أخذت أم بشار تنادي عليه، فتحت باب الغرفة، ودعته لتناول طعام الفطور مع العائلة، أخبرها بشار بأنه سيلحق بها حالاً.
خليل: انتظرني ربع ساعة حتى أكون قد تمكنت من شراء البطاقات المجانية لك.
بشار: حسنا، أناً سأقوم الآن إلى مائدة الطعام، وسأعود إليك بعد عشر دقائق، انتظرني يا صديقي.
خليل: بالتأكيد، نلتقي.
وعلى الفور قام ذلك الشاب بتغيير بيانات حساب بشار والسيطرة عليه، واختفى من الفيس بوك واللعبة.
بعد مرور عشر دقائق، حضر بشار إلى غرفته متلهفاً، جلس على جهازه، ولكنه لاحظ أن حسابه على الفيس بوك لا يستجيب، حاول عدة مرات بلا فائدة، حاول الدخول مرة أخرى على حسابه من خلال كتابة كلمة المرور ولكن كانت الرسالة تظهر له بأن كلمة المرور غير صحيحة، تعجب مما حصل، فقرر أن يتواصل مع خليل عن طريق اللعبة فلم يجده.
لم ييأس بشار، حاول مراراً وتكراراً التواصل مع خليل تارة، ومحاولة الدخول على حسابه تارة أخرى. بعد ذلك أخذ يفكر بالأمر، ذهب على الفور إلى غرفة أخيه الأكبر مأمون الذي يبلغ الخامس والعشرين من عمره، وروى له ما حدث، أخبره مأمون بأن ذلك الشاب قد يكون مخادعاً، وفعل ذلك، كي يستولي على حسابه، وطلب منه أن يحاولا مرة أخرى سوياً، وبالفعل حاولا عدة مرات ولكن محاولاتهما قد باءت بالفشل، أكد له مأمون بأن الشاب قد سرق حسابه، وقرر أن يذهب إلى وحدة الجرائم الالكترونية ليقدم شكوى بالموضوع.
في اليوم التالي توجه مأمون إلى قسم الجرائم الالكترونية، وقدم شكوى بسرقة حساب أخيه، وبعد المتابعة والتحري من قبل الجهات المختصة تم استرجاع الحساب، وتبيّن أن ذلك الشاب الذي يدعى خليل يبلغ من العمر ثلاثين عاماً، يستغل الشباب لسرقة حساباتهم وبياناتهم الموجودة داخل الحساب، ويقوم باستخدام الحسابات المسروقة بطرق مختلفة، وفي النهاية تم إلقاء القبض عليه لأخذ المقتضى القانوني بحقه.
بعد عودة الحساب لبشار، قام على الفور بتغيير كلمة المرور الخاصة به، نصحه مأمون بألا يعطي كلمة المرور لأي شخص كان حتى لو كان هو، وعاد بشار إلى حياته كالمعتاد، يلعب لعبة الببجي ولكن بحذر أكثر.